إن تصفح الكتاب له قيمة كبيرة في التعرف على الكتاب الذي بين يديك قبل أن تقدم على قراءته، وهي طريق فعالة وسريعة للتعرف على ما يحيوه من موضوعات وأفكار. وتسمى القراءة الاستكشافية، وهي عبارة عن فن الحصول على أكبر فائدة من الكتاب في مدة زمنية محددة وذلك بأن تتصفح الكتاب لكشف مستواه.
إن التصفح ليس من شأنه أن يخبرك عما يحتويه الكتاب، ولا يعلمك بما يقوله المؤلف في كتابه وإنما هي آداة لمعرفة الكتاب وخطوطه الرئيسة، فهو مثل قراءة البطاقة المرفقة بأي سلعة لا تعرفها.
ويجب أن لا تتم عملية التصفح وقتاً كبيراً، حتى لا تصبح قراءة أخرى وإنما هي دقائق معدودة، ويكون ذلك بالقراءة السريعة، تستكشف فيها عن محتوى الكتاب وموضوعه، ويحذر أن تكون القراءة الاستكشافية هي النمط المعتاد لقراءة الكتب وتكوين الثقافة، مما ينتج عنه ثقافة القشور وتعداد المعلومات فقط، وإنما كما ذكر هي عملية استكشاف للكتاب قبل المضي في قرائته.
أهمية استكشاف الكتاب (القراءة الاستكشافية)
في القراءة الاستكشافية يقرر القارئ أي نوع من القراءة يستحق الكتاب، فهناك كتب تقرأ قراءة سريعة لالتقاط النافع منها، وكتب أخرى يجب أن تقرأ قراءة دقيقة متناهية، فيها كثير من إنعام النظر وإطالة الفكر.
إن المتابع لحركة النشر والتأليف يجد ما تقذف به المطابع كل يوم وهو ليس تحت الحصر، ولا يمكن لاحد الاحاطة بهذا كله فما بالك بقراءته وقد يكون في قراءته هدر للوقت فيما لا طائل تحته ولا محصول من وراءه، وما أكثر ما يكون الوقت عائقاً عن قراءة ما نحب، فنتابنا الحسرة والانقباض من ذلك، ولذا فإن هذا النوع من القراءة واستكشاف الكتب يعتبر الوسيلة التي تمكنا من المتابعة والاطلاع على أكبر كمية من الكتب.
وتتمثل عملية استكشاف الكتاب في قراءة المقدمة والخاتمة وقراءة الصفحة التعريفية، وقراءة فواتح وفصول الكتاب والعنوانين الرئيسية، وكذلك الاطلاع على مصادر الكتاب ومعرفة تاريخ نشر الكتاب، ومن خلال المرور على هذا كله يتضح لنا موضوع الكتاب والغرض من تأليفه وأهدافه.
الغرض من القراءة الاستكشافية:
- تحديد نوع القراءة التي سوف يمارسها القارئ في قراءته تلك، حيث إن بعض الكتب لا تستحق حتى التصفح، وبعضا منها يقرأ بسرعة، وقليلا منها التي يجب أن تقرأ بفهم.
- من أجل تحديد اختيار الوقت المناسب للقراءة، فقراءة الدرس ينبغي أن يختار لها الوقت المناسب، والكتب الخفيفة لها وقت بخلاف الكتب العميقة فيختار لها ما يناسبها من الأوقات.
- معرفة مناسبة الكتاب للقارئ: فكل كتاب يخاطب فئة معينة قد لا يكون القارئ منها، فيتبين حاله وموقعه منها، وهل يناسبه أم لا؟
- يفضل تصفح الكتب التي تنوي قراءتها قراءة درس وتحصيل، وذلك للحصول على الفكرة العامة للكتاب والمخطط الرئيسي له.
- البحث في موضوعات الكتاب عن الموضوع الذي يهمك، حتى لا تقرأ الكتاب كله، وحتى لا يضيع الوقت في قراءة أشياء غير داخلة في دائرة الاهتمامات، ويفيد هذا في الدراسات والأبحاث.
- المساعدة في أخذ قرار شراء الكتاب من عدمه، فليس كل ما ينشر يستحق القراءة والاقتناء، بل إن في شراء بعض هذه الكتب إضاعة للمال.
- أن يشتري الكتاب لا لقراءته الآن، وإنما لوضعه بخزانة الكتب، للاستفادة منه مستقبلاً، فبهذه القراءة الاستكشافية يتكون له خلفية كافية عن الكتاب حتى إذا عرض له موضوع ما يرتبط بموضوع الكتاب، يستطيع مراجعته والاستفادة والاستزادة منه، وقد ذكر بعض من العلماء هذا في آداب شراء الكتب في أنه ينبغي تفقد الكتاب حتى إذا احتاج إليه كان نعم العون له.
وبذلك قد يكون القارئ حصل على بعض المعلومات الأولية الكافية عن الكتاب، وليعرف ويقرر فيما إذا كان يريد قراءة الكتاب أو ليس بحاجة لقراءته.
اترك تعليقاً